Friday, June 13, 2014

وزراء التربية و التعليم في سوريا يعيشون في إجازة ٍ , و خارج َالتاريخ ِ يسكنون !!!




سوريا وبكلمة صغيرة قبل أن ابدأ تحوي من المهارات و العقول الآكاديمية ما يؤهلها لأن تكون بلدا خصبا بحثيا ومعرفيا , و يكفي أن يكون في بلدنا مدينة اسمها السلمية لكي نرفع رأسنا بكل هذه الأرض تيها , علما أنني لا أنتمي لللطائفة الإسماعلية الأغلبية في تلك المدينة , و لكني أعشق هؤلاء و ترفعهم و افتخارهم بثقافتهم في بلد يجر قيود الجهل ورائه لسنوات رافضا تركها , فنحن وللأسف نعيش في بلد وزراء التربية و التعليم فيه يرفضون الانفتاح على الغرب بأي صيغة كانت فكل وزائنا يحاولون ما أمكن عدم قدرة طلابنا على تعلم اللغة الإنكليزية بإتقان و ثقو بي مهما كانت الأثمان و المشكلة أنهم دائما ما يتحججون بأن رفع مستويات تعلم اللغات يحتاج إلى كوادر مؤهلة في هذا المجال تتناسب مع أي منهاج يتم تطويره , ولن ابتعد كثيرا فقد طلب مني قبل سنين أحد إعلامي الإذاعات الخاصة في سوريا مساعدته بإعداد حلقة عن مستوى تعليم اللغة الإنكليزية في سوريا و لم اتردد في القبول وقد كنت حينها أحلم بالسفر  لتعلم اللغة هناك فشدني الموضوع و  توجهت فورا إلى كلية الآداب في سوريا قسم اللغة الإنكليزية و لا على التعيين كنت أراقب مجموعة من الطلبة استأذنهم في الجلوس معهم لأحاورهم و أعرف ما يجري في جامعة يفترض أن تكون الجهة التي يتوجه إليها الشباب السوري لتعلم اللغة الإنكليزية أكاديميا , فسمعت ما لم أرد سماعه , إحدى الطالبات خافت من التحدث إلي وذكر اسمها علانية لأنه شكت أنني أريد أن أفشي اسمها إلى مدرسي الجامعة وبعد الشرح و الحديث المطول وافقت على الكلام عن كل شيء و لكن بدون اذكر اسمها الكامل في التقرير المقدم للإذاعة , كان ما قالته تلك الشابة الحمصية يفجع في كل شيء بدأت بالحديث لي عن اليوم الأل في الجامعة و كيف خرج الجميع من قاعة المحاضرة متفاجئين من كل شيء و خاصة بعد أن كان الدكتور في المحاضرة يتكلم كل شيء باللغة الإنكليزية و قاطعه أحد الطلاب في المدرج و قال له : دكتور نرجوك التحدث ببطأ لكي نفهم قليلا عليك ما تتكلم , فكان من الدكتور أن اشار بيده إلى الباب , و قال له أخرج , وهنا كانت الصدمة .... مختصر ما قالته أن من يدخل إلى الكلية فمعروف جيد من هم الطلاب المتفوقون مسبقا منذ بداية السنة الدراسية وذلك بمقدار إما حجم التكاليف التي يضعونها لعمل دورات في معاهد اللغة التخصصية خارج الجامعة ( وطبعا نحن هنا لا نتحدث عن معهد اللغات التابع لكلية التعليم نفسها بل عن المركز الثقافي الأميريكي و البريطاني لا ثالث لهما لأنهما الوحيدان القادران على تعليم اللغة باختصاصاتها بطريقة علمية )


ومن ثم و بدون ذكر الرشاوي والمحسوبيات في الجامعة فعلى مستوى البعثات الجامعية ( و كما قال لي موظف في وزارة التعليم العالي حين طلبت إحدى صديقاتي قبل سنوات وهي من مدينة اللاذقية أن أسئل لها عن إحدى البعثات الممنوحة من وزارة التعليم و حينها ذكرت للموظف معدل تخرجها و ك شيء عنها فابتسم ببرود وقال لي لي : كل هذا لا يفيدني , خذ نصيحتي لا تقل من هي ... قل لي من يقف ورائها و إذا لم يكن لديها واسطة - فبلا العذاب و الشنططة من أساسها - ورغم ذلك استدعيتها للنزول إلى دمشق وقدمنا سويا الأوراق و رأيت الموظف نفسه و ابتسمت في وجهه و قلت له سنحاول , رد علي وقال : أنت تعيش في سوريا !!! ) , ومن هنا و لا أريد الخروج عن موضوع اللغة الإنكليزية فقد ( ذكر سيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد ) في إحدى خطاباته موضوع اللغة العربية واننا كنا سباقون من بين الدول العربية في المحافظة عليها وهنا أريد أن أنوه أن هذه النقطة تختلف تماما عن موضوع إهمال اللغة الإنكنليزية مقابل اللغة العربية فرئيس كرئيس هذا البلد لا يخفى عليه حجم الحملة الممولة والمنظمة لإضعاف اللغة العربية في سائر الوطن العربي و انا أتفق معه تماما في ما قاله في هذا و لكن الكارثة تاتي على الصف الثانوي في القيادة السورية وهم الوزراء فمعظم وزراء التربية و التعليم العالي في سوريا إن لم يكن كلهم تخصصوا خارج الدولة ودرسوا دراسات عليا في بلاد أجنبية و طبعا من يتعلم خارجا لا بد و ان يتقن اللغة الأجنبية و بعكس كل الخبرات الأكاديمية في عالم المعرفة فحينما يعود أحد المبعوثون إلى الخارج آكاديميا تجدهم عندها يحاولون النهوض بدولالتهم و تطبيق التجربة الغربية التي رأوها في البلد الأجنبية وعمل شاكلتها في بلادهم إلا نحن !!! فالوزير حين يستلم يخرج على الناس جميعا ويتكلم عن هيكلة الوزارة و التخطيط و ....... و يقول ما يقول حتى أنه تحاول عدم البكاء تأثرا بما قاله و حجم المآثر التي آثر بها نفسه من أجل بلده و أبناء بلده وربما تجهش بالبكاء عطفا على هذا الوزير الذي أكل به الدهر ما أكل من أجل إعلاء شأن قوميته و أبنائها ... وطبعا هذا الكلام كما جميع الكلام الرسمي في مجال التعليم المدرسي و العالي لا أساس له من الصحة لا من قريب و لا من بعيد وحتى نلاحظ أن الوزير نفسه لا يعلم أبناءه في المدارس الحكومية و يحاول تعليمهم جاهدا في إحدى المدارس الراقية الخاصة كالشويفات, و المدرسة الاميريكية بغية تقدير وضع أباهم بأنه وزير ومن الطبقة الراقية في هذا البلد .... هذا شيء و الشيء الأكثر آدمية أو سمها ما شئت الجامعات الخاصة في سوريا أنا لن أتحدث عن آليات التننفيذ و الرخص و ما إلى ذلك من فضائح سنأخذ مستوى التدريس و المنهاج في تلك البقع من سوريا التي لايستطيع الدخول إليها إلا من يملك منا يقارب المليون ليرة سوري سنويا كأقساط ومصروف شخصي لابنه أو ابنته ...

و بالطبع فإن أصحاب الشركات الخاصة في سوريا يفضلون استخدام موارد بشرية عالية التدريب مهرة في استخدام اللغة الأجنبية و هذه الجامعات تستطيع أن تصدر لهم هذا ... من هنا يبدأ التفاوت الطبقي التعليمي في سوريا , وآخر ما فاجأنا به الأستاذ فيصل الجاسم المحمود في لقاء عبر شام أف أم و في خطوة قد يستغربها البعض فإن وزارة التعليم العالي تنظر في طلب تقدمت به المجموعة الأمريكية للاستثمار الدولي , لافتتاح فرع لإحدى الجامعات الامريكية بدمشق و على لسان الأستاذ فيصل المدير المتوقع للجامعة و بشيء من التزييف و التضليل يقول أن اقساط الجامعة ستكون أقل بكثير من الجامعات الخاصة في سوريا الموجودة في البلاد و التي لا تناسب دخل المواطن السوري !!!! علما أنه و إذا أخذنا تكلفة الدولار كما كان قبل الأزمة وليس الآن  و بالمقارنة في aub الجامعة الأمريكية في بيروت فتكاليف الدراسة هناك سنويا تقارب من 6000 إلى 7000 دولار أمريكي مضافا قيمة الكتب و التكاليف الجامعية التطبيقة هذا بالإضافة إلا انه لا يقبل أي طالب بالجامعة إلا إذا كان حاصلا على شهادة tofel بنسبة معينة أو أنه يضطر إلى قضاء سنة دراسة تمهيدية في دراسة اللغة الإنكليزية حسب تخصصه وهذه لها تكاليفها أيضا , السؤال هنا من يمتلك هذه المبالغ , وعندما يتخرجون أبناء الأثرياء ما مصيرهم , و لماذا توافق الدولة على هكذا مشروع ( إذا وافقت ) بما أنه  ومن وجهة نظري فإني لا أعتقد أن احدا يدرس في الجامعة الأمريكية قد يقبل بوظيفة في أي دائرة أو وزارة من وزارات الدولة وخصوصا ونحن نعرف أن شح الأجور الوظيفي في سوريا متوسط , الأسئلة إذا : من سيدرس هناك ؟ ماذا ستكون الفائدة الوظيفية لهؤلاء الخريجين غير الدخول في معركة مع طلاب من مستوى طلاب جامعة دمشق الحكومية الذين يتخرجون و لا يعرفون اللغة كماهي , هذا كله و أكثر برسم وزير التعليم العالي الذي يناقش هذا الطلب في مكتبه , و من فترة ليست ببعيدة خرجت على صوت الشباب عضوة مجلس الشعب السوري  الدكتورة ماريا سعادة التي  أتمنى أن يكون جميع من يخدمون بلدهم بإخلاص على مستوى معرفي مثلها قالت بأنه أحد المشكلات الكبيرة و التي لا تخفى على احد هو تدني مستوى الللغة الإنكليزية ابتداء من المراحل العمرية المبكرة حتى الوصول إلى أبواب جامعاتنا  أضيف إلى هذا كله هل من المعقول أن لا يكون مشروع تخرج طلاب قسم ( الترجمة ) في سوريا هو ترجمة كتاب أو بحث علمي معين حتى وبدون طباعته و تركه في مكتبة الجامعة كي يستفيد منها الطلاب في المجالات العلمية كافة وخاصة و أن جل ما تلاقيه في جامعاتنا من مراجع يتجاوز عمرها الخمسين سنة و الداري في مجال البحوث العلمية يعلم جيدا أن خمسين سنة من التخلف المعرفي عن سبق الاحداث الجارية من نتائج اختبارات وتحليل مخبري وكتب من حملة جوائز نوبل في العلوم و عدم الاستناد إلى تلك المراجع كافية لأن يوصف بحثه مهما عمل طالب الدراسات العليا على مشروعه على أنه ينقصه التحديثات و التطورات الأخيرة مما يجري في العالم و حتى أن أحد الاشخاص الكبار و الذي يعتبر الباحث المعرفي الاول في أمريكا و في مقابلة مع الدكتور نبيل فياض عندما سأله عن نظرته إلى المستوى الآكاديمي في سوريا قال له : في جامعاتم أنتم لا تدرسون العلوم بل تاريخ العلوم و لنأخذ مثال أي كلية فيها فسنجد أن المواد و الأطروحات و النظريات الموجودة في كتب كلية العلوم هي كلها معلومات من قبل 100 إلى خمسين عاما . سأنهي هذا الموضوع أو ( فشة الخلق ) بخطوط عريضة كي لايقال أنه يكتب من دون وعي بما يجري : 

1- الحالة الاقتصادية لسوريا لا تسمح لها و أن ترتقي بين ليلة وضحاها إلى مستوى تعليمي راق يدعها تنافس خيرة جامعة العالم , نعم و لكن جامعاتنا تتخلف و لا تتقدمولو بشيء بسيط ودخول الجامعات الخاصة اكبر دليل على ما أقول .


2- تخرج من جامعاتنا أشخاص نفخر بهم و قد عملو على رفع اسم بلادهم إلى ارقى المستويات العالمية و لكن أن تأخذ حالات نادرة فهذه كارثة فأنت في جامعات لا تخرج مئة طالب في العام و تكتفي بواحد متميز هناك الآلاف و أغلبهم لا يرتقون إلى القول بأنهم تخرجو آكاديميا باختصاصهم . 


3- نقص الأدوات والمواد في مخابر جامعاتنا كافية بحد ذاتها إلى أن نيأس من كل شي فقبل ما يقرب من خمس سنوات وضمن مشروع تبادل الخبرات استقبلت كلية الكيمياء في سوريا وفد ألماني و كان المفروض أن يجلس هذا الوفد لمدة 15 يوما في جامعة دمشق و لكنهم في اليوم الثالث قدمو اعتذارهم ورحلو إلى بلادهم لعدم وجود مخابر ذات كفاءة و الذي يريد ان ينقضني هنا فليسئل أي طالب في كلية الكيمياء وبرغم كل هذا فقد رج من جامعة دمشق قسم الكيمياء الدكتورة هيفاء كيلاني التي اخترعت خلطة دوائية ساعدت الكثير من الشفاء من مرض التوحد و الآن تطالب بجائزة نوبل و بتقديري الشخصي و رغم اعترافي بجدهدها و لكنها لا يجب أن تطالب بجائزة كهذه . 



4- اهتمام الحكومة السورية عامة بتوجيهات من سيادة الرئيس بشار الأسد باللغة العربية هو أمر ممتاز وخاصة أن أمننا القومي مهدد و لمن لا يقرأ في السياسة فليعلم أن أول ما شيء تحارب به الامم هو منظومة الثقافة و اولها الأخلاق و ثانيها اللغة على اعتبار أن اللغة جزء من حضارة هذه المنطقة من العالم  وهي محاربة يوميا من دون أن ندري و حرب المصطلحات ولمن قرأ عننها كفيلة بأن توضح فكرتي , وكل ما يذكر من قبل الدارسين في كبرى الجامعات العالمية عن مراكز أبحاث إسرائيلية لدراسة مدى ضعف اللغة العربية و ( تلينها ) كما هو المصطلح العلمي المترجم لهذه الحالة ,و هو ما يجب أن يبقينا على تمسكنا باللغة العربية ولكن من دون استثناء اللغة الإنكليزية 


5 - وقد يضحك الجمع فكتاب تعلم الإنكليزية وما إلى ذلك من لغات أجنبية ( في خمسة أيام !!!!!) على جنبات الشوارع في بسطات الكتب عندنا هو أكبر دليل لتشتتنا و انحطاطنا في موضوع الثقافة الأجنبية 


6 - يبقى أخيرا أن اشكر عضوة مجلس الشعب السيدة ماريا سعادة على اعتبارها أول من شدد على هذا الموضوع نظرا لدراستها في الخارج و بما أنها دخلت المجلس مستقلة ممثلة عن فئة الشباب فقد قررنا انا ومجموعة من الأشخاص التوجه لها برسالة شكر وتأييد لموقفها  و طبعا هذا يعتبر شيئا  رمزيا و الطلب منها تقديم نسخة خطية إلى وزير التعليم العالي في سوريا عن رفضنا لمشروع الجامعة الأمريكية في سوريا . 


7- موضوع الجامعة الأمريكية وقد يستغرب الجميع أن ما أقوله في نهاية المطاف من هذه الكتابة كلها هو موضوع جيد و لكن بتوقيت غير مناسب , بكلمة مختصرة هنا ولكي أكون موضوعيا الجامعة الأمريكية سوريا هو أمر جيد معرفيا سيء اقتصاديا و اجتماعيا , و لا شك أن أي جامعة أمريكية في أي بلد له مكتب أبحاث ومكتب دراسات متخصص و نشاطات ثقافية غنية معرفيا في البلد الذي تنشأ به و لكنها اجتماعيا لن تجلب لنا إلى الطبقة المعرفية والتمييز كما يحصل علنا في لبنان وبدون أي رقابة أو مسائلة , لذا ارفعو مستوى تعليم الجامعات الحكومية لمستوى تكون قادرة فيه على المنافسة بعدها فلتجلبو جامعة أمريكية في دمشق .

انتهيت من الكتابة هنا و قد أطلت و أرجو أن لا يعتبر ما كتب هنا مقالا بل ( فشة خلق ) ...

بقلم : علاء الدين العالول

No comments:

Post a Comment