Friday, June 13, 2014

\\ في السياسة : أرشيفهم و تاريخنا ... و لكن في التايخ فليعذرنا الغرب : أرشيفنا و تاريخهم \\

‏7 أغسطس، 2013‏، الساعة ‏12:55 مساءً‏

  • في البداية أريد أن أوضح لماذا اخترت هذا العنوان لهذا المقال المطول في مجال سرقة ونهب و لا أعلم إن كان حقا تسميتها سرقة أمرا مقبولا للمخطوطات الدينية والعلمية في منطقة الشرق الأوسط و خصوصا في بلاد ما تسمى اصطلاحا بالربيع العربي مؤخرا ... هذا العنوان قد أتى نقيضا لما عليه واقع الحال في أي خبر عن السياسة والأحوال الاجتماعية الموثقة في العالم فقد اعتدنا دائما أن نجد أن المكتبة التوثيقية إعلاميا وكتابيا وسمعيا للأحداث الجارية في فترة الحرب العالمية الأولى و ما قبلها و ما بين الحربين نجد الغرب سباقون في التوثيق و الأرشفة حتى أن أحد البرامج الإعلامية على قناة الجزيرة العربية جاء بمثل هذا العنوان ( أرشيفهم و تاريخنا ) تدليلا على قدرتهم السابقة في التوثيق ...أ ما في مجال الأديان و الحضارات و العلم فيجب أن يسمح لنا الغرب لأن نقول له بملأ الفاه ( أرشيفنا و تاريخكم ) فهنا على هذه الأرض رسمت حضارات الامم جميعا و على هذه الأرض تتحارب الأمم جميعا لمعرفة ما دونه التاريخ هنا ... و لم أكن مخطئا بقول أن إسرائيل كانت السباقة في سرقة المدونات التاريخية والأثرية من جميع البلدان العربية و الآسيوية فإسرائيل و إن كنت أشير بأصبع الاتهام إليها فإني لا أحملها المسؤولية كاملة عما يجري فليس من المنطقي أن حكومات و دول تتم سرقتها في وضح النهار من قبل دولة أخرى متفق عليها مسبقا أنها عدو و لا يوجد من يحرك ساكن وكأن شيء لم يكن و هذا ما يجري في مصر و سوريا و لبنان و العراق و تونس ...

  • أنا اليوم و في هذا البحث لا أعيد التاريخ بل أستوضحه و إليكم ما يجري بتاريخ عمره آلاف السنوات و لا من أحد يبالي لا بثقافة ولا بحضارة ولا بمدونات .... فبالنسبة للمخطوطات العربية الإسلامية نجد مثلا في روسيا 40 ألف مخطوط عربي اسلامي، وفي ايرلندا بمكتبة جسر بيتي في دبلن 2500 مخطوطة عربية، وفي فرنسا بالمكتبة الوطنية بباريس 125 ألف مخطوطة، وفي ألمانيا بمكتبة الدولة الالمانية في برلين أكثر من 10 الاف مخطوط، وفي أمريكا بمكتبة الكونغرس الامريكية حوالي 1700 مخطوطة عربية ( ومازالت المكتبة تسعى للمزيد !!!!! ) لم يفهرس أكثرها بل هي محفوظة بوسائل حديثة فقط .وتدليلا على مكتبة الكونغرس ونشاطها اسوق لكم المثال التالي في جنوب أفريقيا في فترة ما , تمت الإضاءة على المخطوطات العربية و الإسلامية على السواء في القارة السمراء وتحديدا في جنوب أفريقيا ولم تمض أشهر حتى كانت هناك فرق عمل من مكتبة الكونفرس الأمريكية فاعلة على الأرض ولم تمر أشهر حتى اعلنت المكتبة أن عدد المخطوطات هناك يزيد على خمسة ملايين مخطوطة تمتلك قيمة خاصة من الناحية الطبية و لكنها تتعرض للإهمال و التلف ، فقسم كبير من تلك المخطوطات كتبها أطباء عرب مشهورون في زمانهم وصفوا فيها الأمراض الوبائية المنتشرة في إفريقيا وطرق مكافحتها وعلاجها ، وهو ما أكده جيمس بيلتغون أمين مكتبة الكونغرس مبررا اهتمام المكتبة بهذه المخطوطات عندما قال : " «بإمكاني أن أراهن على أن بعض مواضيع هذه الكتب تقدم مفاتيح لفهم تلك الأمراض التي لم نسمع حتى بها». وأشار بيلتغون إلى أن الطب العربي في العصور الوسطى كان متقدما بكثير على الطب في أوروبا ، ، مذكرا بأن أمراضا مثل الأيبولا والايدز انطلقت أولا من أفريقيا وأن تاريخها ما زال بحاجة إلى الاستكشاف.وعلى أساس هذا الاهتمام حصلت مكتبة الكونغرس على كمية جيدة من المخطوطات العربية والإسلامية المنتشرة في غرب أفريقيا وصنفتها في جناح ، وتغطي المخطوطات مواضيع شتى من تعاليم القرآن الكريم إلى الرياضيات والفيزياء والطب والفلك ، أما الكتب الأخيرة فقد تم تحديد أماكن وجودها في مالي والبلدان المجاورة مثل موريتانيا والنيجر وبوركينافاسو ويبلغ عددها التقديري خمسة ملايين مخطوطة تنتمي إلى عصور قديمة وحتى القرن التاسع عشر.
     
  • إسرائيل مرجع جيد للباحث الإسلامي لكثرة المدونات و المخطوطات التي تمتلكها و أهميتها !!!!

    كشف بكيرات رئيس دائرة المخطوطات بالمسجد الأقصى في تصريحات لصحيفة «الشرق» السعودية، ، النقاب عن وجود 624 سجلا أصليا للمحكمة الشرعية بالقدس كان يؤرخ فيها تاريخ القدس والمنطقة، مبينا أنها تعود إلى ما قبل 600 سنة ويحتفظون بها داخل الخزانة الحديدية بالقبة النحوية بالأقصى، إضافة إلى المصاحف القرآنية ومخطوطة أصلية للإمام الغزالي.وأشار إلى أن المركز يحتوي على 4000 مخطوط، فيما نقلت بعض الوثائق المهمة التي تسعي إسرائيل لسرقتها إلى جامعة القدس عام 1980 ووضعت في قسم إحياء التراث الإسلامي.ونفى بكيرات، أن تكون إسرائيل سرقت ورقة واحدة من مخطوطات المركز حتى الآن، قائلا إن: "العصابات الصهيونية سرقت مكتبة المخطوطات في حيفا وصفد ونقلت مخطوطات وخرائط ثمينة في غاية الأهمية متعلقة بالتراث العربي الإسلامي خلال نكبة 48".بدأت سلطات التحقيق والأجهزة الأمنية اليمنية التحريات والتحقيقات لكشف غموض واقعة سرقة 100مصحف من المصاحف الأثرية القديمة المكتوبة بخط اليد التى تعد من المخطوطات التاريخية والأثرية النادرة والتى سرقت من أحد الجوامع التاريخية في مدينة ثلا بمحافظة عمران شمال العاصمه صنعاء وتبعد عنها بمسافة حوالي 50 كيلو مترا.وفي خبر آخر قررت المكتبة الوطنية الإسرائيلية أن تعرض مجموعاتها العلمية النادرة وأن تبدأ سياسة انفتاح على العامة، فكانت البداية مع المخطوطات الإسلامية! إذ إن المكتبة تمتلك مجموعة من أكثر من 1500 مخطوطة إسلامية نادرة، من بينها مصحفان من القرن التاسع للميلاد أو الثاني للهجرة، أي من فترة القرون الأولى للإسلام. وكانت المكتبة العامة قد أعلنت عن المعرض قبل أسابيع، مؤكدة استمراره حتى شباط 2012، لكن تم اختصار المعرض والمحاضرات المنعقدة حوله وكل التغطية الإعلامية من دون أي تفسير.مجموعة المخطوطات الإسلامية هذه حصلت عليها المكتبة كهبة من العالم اليهودي أبراهام شالوم يهودا، وهو من أوائل الباحثين في الشأن الإسلامي في بدايات القرن العشرين. تتكون المجموعة من 1184 مخطوطاً قديماً، من ضمنها 100 مصحف يعود أحدها الى القرن التاسع، واثنان الى القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ومصدرها أنطاليا والأندلس وبلاد فارس. وتعتبر مجموعته أكبر مجموعة مخطوطات إسلامية في الغرب وأهمها. والمعروف أن بعض المصاحف، التي تعتبر من الأجمل لما تنفرد به من أنماط زخرفية، مطليّ بماء الذهب. وهناك أيضاً الأهمية العلمية والتاريخية لهذه المصاحف، فدراستها تبرز التغيرات التي عرفها الدين خلال انتشاره. فأحد المصاحف، مثلاً، يعتبر أول دلالة على استخدام الحرف العربي لكتابة اللغة الفارسية.والمعروف أن معظم العلماء المسلمين لم يكونوا يعلمون بمجموعة شالوم يهودا وبقيمتها، فأتى المعرض بمثابة كشف سر على العلن. سر لم يلاق بالطبع أي ردود فعل إيجابية. فشيخ جامع الأقصى حذّر المسلمين من زيارة المعرض، واستغرب كيف وصلت هذه الكتب الى حوزة الإسرائيليين، طالباً أن تعاد الى أصحابها. لكن المشكلة تكمن أولاً في سوق الآثار التي تشجع وتسهل شراء المخطوطات والتحف القديمة، وثانياً في القوانين الدولية التي تعتبر امتلاك قطع أثرية ومخطوطات قبل 1975 قانونياً!وللإضافة فقط، تمتلك المكتبة الإسرائيلية «مجموعة تيجان دمشق»، وهي مخطوطات عبرية سرقت من الشام قبل أعوام. كما استولت سلطات الاحتلال على أكثر من 30.000 كتاب ومخطوط من المكتبات الفلسطينية في بيوت القدس طبعا وهذا الكلام منقول حرفيا من وكالة هآرتس – الإسرائيلية ولا ننسى ما يقع في فلسطين حيث منعت السلطات الاسرائيلية حتى ترميم المخطوطات الاسلامية الموجودة في القدس مما جعل الاسيسكو تجرّم هذا العمل (سنة 2007) .
  • قد كشف المؤتمر الذي أقيم في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، بمناسبة انتهاء أعمال ترميم مخطوطات مركز زايد للدراسات والبحوث في أبوظبي عن سرقة مصحف حلب المملوكي في المكتبة الوقفية، الذي يعد أكبر مصحف في العالم الإسلامي، وذلك خلال الأحداث التي تشهدها سوريا حالياً وقال جمعة الماجد، رئيس المركز: “أتينا بهذا المصحف من حلب، وقمنا بعملية صيانته ومعالجته وحفظه وترميمه وتصويره، ثم إعادته مرة أخرى إلى المكتبة الوقفية في حلب، ولكن للأسف تعرض وعدد من المصاحف الأخرى المهمة للسرقة حيث دخلوا المكتبة وسرقوا ما فيها ثم أحرقوها.و أما بالنسبة لمكتبة الكونغرس الأميركية فيكتب عبد الرحمن حمادي قصة لبحثه في تلك المكتبة ويقول: عندما دخلت موقع مكتبة الكونجرس الأمريكية بحثا عن صور لحلب فوجئت بالكمّ الكبير من الصور القديمة عن حلب في مختلف مراحلها ولأكتشف في المقابل ذلك الكمّ الهائل من المخطوطات العربية والإسلامية القديمة الموجودة في المكتبة وقد تم توثيقها توثيقا دقيقا ودون أن تتوقف المكتبة عن البحث عن ايّ مخطوط عربي أو إسلامي لضمّه إلى رفوفها .ولا أعرف كيف يمكن تقييم وجود عشرات الملايين من المخطوطات العربية والإسلامية في متاحف ومكتبات الغرب والعالم معظمها تمت سرقتها من بلادنا ودون أن يخطر على بالنا المطالبة باستعادة هذه المخطوطات أو حتى جزء منها ، بل صار يتوجب على أي عربي باحث إذا أراد التحقيق في كتاب أو مخطوط أن يسافر إلى ذلك البلد الغربي أو ذاك باذلا الجهد والمال أجور تصوير المخطوط والتحقيق فيه
  • مثال يحتذى :

    ثمة سابقة فيما يتعلق بالمخطوطات والآثار الوطنية المنهوبة قامت بها ميلين كوري وزيرة الثقافة اليونانية عندما قادت حملة لاستعادة الآثار والمخطوطات اليونانية من الغرب ونجحت الحملة في استعادة جزء كبير من الآثار والمخطوطات اليونانية إلى موطنها الأم اليونان ، وهو ما يدعونا إلى التساؤل عن دور المنظمة العربية للثقافة والعلوم والمنظمات والوزارات الثقافية العربية والإسلامية في استعادة تلك المخطوطات الإسلامية والعربية المنهوبة وهي بحكم القانون الدولي يجب أن تعود للعرب .
  • كلمة في النهاية :

    لا يعتبر هذا البحث اتهام لأحد بالسرقة أو بأي شيء فأنا لا أنكر أن مكتبة كمكتبة الفاتيكان قد حفظت كتبا ومراجع ومخطوطات بلغات مختلفة وصانتها من العبث والإهمال ولولا ان الفاتيكان لم يحتضن هذه الكتب و المخطوطات لضاعت ربما إلى الابد وكذا الأمر بالنسبة إلى مكتبة الكونغرس الأمريكية و أيضا بالنسبة إلى مكتبة روسيا المركزية رغم أنها تتهم بالانغلاق على نفسها بعكس مكتبتي الفاتيكان و الكونغرس ومع ذلك فربما من الحكمة أن هذه المخطوطات قد توجد هناك وخاصة في زمن الإرهاب و التشدد في دول العالم الثالث و تحديدا منطقة الشرق الاوسط وصعود تيارات إسلامية متطرفة كما قالها الدكتور نبيل مرة أقدامها في عصرنا الراهن و رأسها في الألف الثالث ربما قبل الميلاد , ترفض الحوار أو العصرنة , أو أي شكل من أشكال العلمنة , لا تأمن بحوار و لا تفهم مقال ... فما بالنا إذا أتت عليها مخطوطة كما التي ترقد الآن في مكتبة الفاتيكان وهي مخطوطة (يوم القيامة) لغيسي جورجيو المكتوبة منذ1530 وهي أول كوميديا دينية في تاريخ الآداب شجعت حركة الاصلاح الكاثوليكي والتغيير في منتصف القرن السادس عشر لكانو طبعا اعتبروها حرام وأحرقوها من دون أن يقرأو سطرا واحدا منها ... نحن هنا نناقش بالمجمل ولكن إذا خضنا بالتفاصيل وكي لا تأخذ علينا بأننا ماضون في حمل شعار أن الجميع متطرف في بلادنا و أننا يجب أن نحتمي بالغرب منهم فلننظر إلى الذين لم يدركو أن المجمع العلمي المصري أثناء اشتباكات المتظاهرين مع قوات الأمن في القاهرة أنهم أحرقوا تاريخ مصر بأيديهم فالمجمع هو ما بقي لمصر من نابليون وقال محمد الشرنوبي الأمين العام للمجمع العلمي لـ”العرب اليوم” إن الحريق أتلف عدد كبير من محتويات المبنى التي تمثل تراث مصر القديم، وعدد كبير من المؤلفات والمقتنيات منذ العام 1798 حتى اليوم أتلفت جراء الحريق. إن حرق الكتب وتدمير المكتبات هو من أحد العوامل وراء تخلف الأمة العربية !!ضاع 8 ملايين كتاب عربي بسبب الجهل والتعصب والغزو الأجنبي حسب ما ذكر د. منصور سرحان مدير إدارة المكتبات العامة , إن حرق الكتب وتدمير المكتبات يعد من بين أهم الكوارث التي واجهت الحضارة العربية والكارثة الاكبر أن هذا الأمر ممتد ولا يقف هنا ودائما نلوم الغرب بمراكزه العلمية والبحثية على التدخل ولكن أنظرو ماذا حدث في مالي حيث تواردت أنباء عن احتراق مكتبة تحتوي على آلاف المخطوطات الإسلامية القيمة " في تمبكتو، في الوقت الذي سيطر فيه الجيش المالي المدعوم من قبل القوات الخاصة الفرنسية على المدينة التاريخية. وقيل إن المكتبة التي احترقت تحتوي آلاف المخطوطات الإسلامية القيمة التي تعود إلى القرن الثالث عشر. وأضاف الخبرأن القوات الفرنسية والمالية حملت التنظيمات الجهادية مسؤولية ذلك و أنها ستفعل ما بوسعها لحفظ المراكز والمكتبات الأخرى من هكذا أعمال بأي ثمن .نحن هنا بهذا الموقف الحاد من حفظ التراث والعلم لا ندافع عن منطلقات علمانية و لا عن توجهات لأي قومية كانت , نحن هنا ندافع عن :

    "تراث إنساني وكنز للبشرية جمعاء"

No comments:

Post a Comment