Friday, June 13, 2014

بين جدلية التشدد العلماني و العلمانية المعتدلة يأتي من يقول أن : ( الفتاة غير المحجبة نصف عاهرة ) !!!!!

‏22 نوفمبر، 2013‏، الساعة ‏07:43 مساءً‏

(( في إحدى الجلسات المسائية المقرفة قالها لي ( مثقف ) , أنا علماني و لكني أرى في الفتاة غير المحجبة نصف عاهرة , قلت له هل بأن تشرح لي ذلك قالها و بدون تردد إن الدين لا يجزأ و إن من لا تحافظ على شرفها ليست إلا بعاهرة أو نصف عاهرة على أقل تقدير ))


للأسف سوريا ما زالت تحتوي على من ينادي بحجاب المرأة و تشددها الديني أو بالأحرى فرضه قسرا على الأقليات  و نحن على أبواب جنيف و كأن شيئا لم يكن من هذا الدمار الذي لحق من موضوع الطائفية وما يثر الاستغراب أكثر انه هربا من التوصيف بالسلفية يخرج لك أشخاص متشددون دينيا أو معتدلين لا فرق و يقولون أنهم علمانيين وهم مازالوا ينظرون إلى جسد المرأة على أنه الدليل على التقرب إلى الله و ( الخوف ) منه . 


لا احد كان يتوقع أن يطرح مصطلح العلمانية رسميا في ثقافتنا السياسية وصولا إلى تشجيعه إعلاميا , ففي البداية المتواضعة لنشوئه في سوريا جاء من يدعي و يصوغ عبارات عن العلمانية ويفسرها تدريجيا على أنها فصل الدين عن الدولة فقط كما نلاحظ ونسمع من الكثيرين في هذه الأيام , و هناك من بالغ في استسلامه أكثر ليقول أن العلمانية هي احترام الأديان كل على حدا و تشجيع الانفتاح بعضها على بعض , دون المساس بمحرمات و بواطن أي طائفة  أو ديانة , وهكذا حتى وصل التأويل إلى أن العلمانية هي الاحتفاظ بقانون الأحوال الشخصية في سوريا إسلاميا مراعاة للأكثرية الإسلامية و فصل الدين عن الدولة في باقي النواحي ..

ما قبل الأزمة في سوريا جاء من جاء وذهب من  ذهب رافعين شعار العلمانية كوشاح على بعير على أنهم علمانيين و لم يكن في نيتهم أو وظيفتهم لأنه هكذا أشخاص لا يخرجون عن مستوى موظف تابع لمؤسساتهم الخفية إما لينشر الفكر الإسلامي المعتدل و الذي لاحظ الكثيرين أنه لا فرق بينه و بين الإسلام المتشدد في شيء  أو ليبشر بالأفكار الغربية  وهي الظاهرة الأكثر انتشارا مع تحفظي على أسماء كثيرة  ومنذ البدء وجهوا اتهامات للحكومة و النظام السياسي في سوريا على أنهم معادين لنشر الفكر التحرري على حد قولهم و بعد أن اتهموا الدولة أنها مرتبطة ارتباطا تاما بشخصيات أمنية ذات طابع إسلامي متشدد وهذا أكثر ما يثير السخرية و لأن الحكومة السورية كانت على قناعة تامة بأنه هكذا أشخاص لن يؤثروا و لو بشيء بسيط على ما هو قائم منذ دهور بل قرون وهي الموروثات الدينية سمحت لهم بالعمل تحت ضوابط خفيفة و لكن ومنذ أن انجلت غبار الأزمة القائمة في سوريا تبين أن الكثيرين من حملة الفكر العلماني في سوريا كانو إما مبشرين غربيين أو إسلاميين متشددين وكان ما كان من قتل و تخريب و تأجيج طائفي تحت مسمى علماني مع احتفاظي بموضوع التبشير ( الغربي )  لعدم وضوحه جليا في الأزمة السورية لأن كل ما يحصل يمهد له ( و الأيام المقبلة كفيلة على إثبات صحية رؤيتي ) وهو لا يخدم إلا إسرائيل لأنه ينادي بتخفيف حدة الوطنية السورية عند السوريين أو بمعنى آخر ( قبول فكرة وجود الآخر في المنطقة \ إسرائيل \  )  , حتى إلى أن ذهب كبارهم  إلى أن يشتموا بموروثات وشخصيات دينية  عمرها آلاف السنين على أجهزة إعلامية ولساعات ولكثرة الغبطة و السرور قرروا أخيرا فتح مؤسسات خاصة لهم  تعمل على عدم عبادة أحد غيرهم و لا وظيفة لهذه المؤسسات إلا الشتم و التأجيج الطائفي من دون عمل أي مشروع فكري أو اجتماعي يحمل شعار علماني واضح وجلي  .

في سوريا ومنذ ما قبل 400 سنة لا شيء في التعايش السلمي ما كان يغري إلا مارحم ربي من حالات عدم اقتتال طائفي أو ديني و لما لم يكن هناك رادع لهذا المصطلح أن يخرج فقد تهافت الكثيرين على نشره كقطة عمياء لتنشر فكرة سلمية الجوار ببواطن هدنة سياسية بين أديان و طوائف لا أكثر و لا أقل , وكان ما كان حتى ناحت الجموع المتشددة من الطائفة السنية في سوريا مع تغريدة ما سمته دول الخليج ( رييع عربي ) على أنهم كأغلبية لهم حقوق و لهم مطالب و انهم غير راضين عن شيء  و على اعتراف الكثيرين أن هذا الحراك لم يكن همه سوى الخروج بدون مطلب إصلاحي فلم يفلح أي شيء و رغم الخراب الكبير الذي حل من بنى تحية و حتى على المستوى الإنساني فإلى الآن تجد من يدافع عن وجود  ( داعش ) و ( الجيش الحر ) تحت مصطلح ما يسمى الحرية و إسقاط الأسد و برحمة أمريكية في فصل حقائب وزارية هامشية  كاملة لهم وحتى وزارات مركزية هذا إذا أخذنا في الحسبان أن المطلب الشرعي الأعلى هو إسقاط النظام و السقف الأدنى هو وجود وزارات مخصصة لهم أيا كان نوعها و لكن بتمثيل حكومي مشاركين في الدولة وليس كتمثيل أغلبية شعبية , وهذا ما لن يحصل .
في ظل هذه المعمعة والفلتان شبه الأمني و التغاضي الواعي للدولة عن عدة شخصيات و أحزاب بعملها وما تنشره من ثقافة سيئة يأتي من يقول لك أننا ماضون في نشر الفكر العلماني تحت مسميات براقة راجين في ذلك إلى تشتيت الدولة بين نشر أفكار غربية حادة التطرف ( فكريا ) بالاعتماد الأكبر على ما تريده حقا الدولة وهو التخفيف من فكرة الانصياع الديني وراء مرجعيات خارجية تريد خراب هذا البلد و أهمها السعودية التي لطالما راهنت على إسقاط البناء الاجتماعي و السياسي لسوريا من الداخل فكريا قبل أن يضطرو إلى التسليح .

ما يثير الاستغراب أنك تجلس مع أشخاص يعرفون نفسهم كعلمانيين و ضمن الأحاديث المثارة في الجلسة ترى رواسب طائفيتهم أيا كانت و لن أخفي أن الكثيرين منهم يحمل مشروعا منظما لا طائل له للمنفعة الشخصية أو تحقيقه إلا في ظل أجواء ارتباك امني و هو ما يحصل حاليا و في ظل دعم خارجي يأتي عن طريق مؤسسات دعم إنساني ( هكذا يسمونها .. هه ) لن أدخل في التفاصيل و لكن العلمانية كمصطلح أو تيار أو حتى إذا ذهبنا إلى ما أبعد من ذلك و فرضنا أنها أيديولوجيا ( رفضية ) متمحورة ضد تسارع فكرة صدام الحضارات الذي لا رجعة عنه و من لا يراه قادم فهو لا يرى الشمس , اليوم ونحن على أبواب الحل السلمي ( السياسي في سوريا ) بعيدا كل البعد عما يحصل عسكريا على الأرض سيفلح من يثبت أقدامه في طين الرفض السني للحراك المسلح و التطرف بنشر مصطلح العلمانية وتحت غبطة وسرور الأقليات و رجال الدين المسيحيين و لكن المشكلة تواجه عقبات يجب تخطيها :

1- الرفض الفكري في بعض العقول السنية المتشددة في علمنة الدولة  
2- الرفض ( الغربي – الصهيوني  ) في علمنة الدولة السورية لأنه وبدون وجود تطرف إسلامي بعد نشره برعايتهم لن يكون لهم حجة قوية للتدخل في الشؤون السورية تحت مصطلح محاربة الإرهاب كما حدث في العراق .


في سوريا و إذا درسنا هذا المصطلح و المقبلين عليه كإطار حزبي أو حتى مؤسساتي نرى الاقليات مقبلة عليه بنهم لأنهم يدركون أنه بدون دخول هذا المصطلح ( عمليا و عبر إصلاحات صادمة في القانون السوري و الحياة الاجتماعية ) ما يحدث في سوريا من حراك طائفي و تهجير و قتل على الهوية سيتكرر عاجلا أم آجلا و لو بعد مئة سنة و أكثر ما يدل على ذلك لقاء السيد الدكتور بشار الأسد في قناة الميادين عندما قال ( إن سوريا تحارب لأنها آخر معاقل العلمانية في المنطقة ) وهذا دليل على أن الثغرة الوحيدة التي تؤرق الغرب الآن هو ( المضي في علمنة الجمهورية العربية السورية ) هذا بالإضافة إلى عمل الوزارات السورية إلى تسهيل عمل الأحزاب و التجمعات العلمانية بشكل كبير و ذلك لتشجيع فكرة أننا مقبلون إلى فترة انتقالية كدولة مدنية علمانية رافضة لكل أشكال التعصب الديني المتمثل في إباحية متشددين إسلامين حاولوا القضاء على سوريا من الداخل وتحت رعاية خليجية مقززة دفع الشعب السوري ثمنها .


- إن ما يجب محاربته في هذا المصطلح ( العلمانية ) هو اعتداله لأن من يريد اعتدال مصطلح التحرر من الفكر الديني المتعصب مؤسساتيا و اجتماعيا لا يريده كله و أنه لا فرق بين التمدد الإسلامي أو غيره حتى  .


- ولدنا سوريين وسنموت هكذا , و لا تضمنا مقابر طائفية لأنه لا يحضننا في نهاية الحياة سوى تراب الوطن الممتزج بدماء الجيش العربي السوري الذي قاتل من اجلنا دفاعا عن الوطن  

-  إن كل رافض للعلمانية في هذا البلد هو رافض للحوار السلمي لما بعد انقضاء الجزء الاكبر من الأزمة و بالتالي هو رافض لنفسه , ولكن لا يأتي كل واحد ليفصل العلمانية على مقاس تفكيره الجاهلي .
 
- من يراهن علينا كعلمانيين وطنيين في هذا البلد الجميل يجب أن يعلم أن الطريق طويل و أنه نتمنى على الدولة السورية البقاء على رأيها في تشجيعينا على العمل في هذا البلد لنكون منبع ثقافة علمانية في الشرق الأوسط ككل .
 
-  لا فرق بين ديانة أو طائفة و أخرى سوى التمثيل الشعبي و الانتهازية في الازمات لذا نحن نعمل على تحجيمها في مكانها المناسب بدور العبادة و ليس في الشارع و الدولة .

No comments:

Post a Comment